أسعار تداول الذهب في ظل جائحة كورونا

شهدت أسعار تداول الذهب ارتفاعا غير مألوف منذ إعلان الصين عن أول حالة تفشي فيروس كورونا المستجد في مدينة  ووهان الصينية نهاية العام الماضي مما  عزز الرغبة لدى المستثمرين في تداول الذهب على الاقبال عليه كملاذ آمن  وسط توقعات بتجاوز سعر الأوقية مستوى 2000 دولار خلال عام في مقالنا هذا سنعرض تأثير أزمة كورونا على سعر الذهب.

تأثير أزمة كورونا في انتعاش أسعار تداول الذهب

انتعشت أسعار الذهب على وقع أزمة كورونا التي ألقت ضغوطا كبيرة على الاقتصاد العالمي وأثرت على جميع الأصول، مما جعل طلب المستثمرين على الملاذ الآمن الذي يتفوق دائما وقت الأزمات ووسط كل هذا القلق، والتغييرات التي تطاول موازنات الدول الكبرى، والمآسي الصحية والبشرية، لا يعتبر تداول الذهب شديد التأثر، وأصبح وجهة للمستثمرين لحفظ أموالهم،و التنبؤ بتحقيق أرباح في تداولها أيضاً.

ومنذ بداية العام،عرفت أسعار تداول الذهب قفزة نوعية حيث بلغت مكاسب الذهب 17 بالمئة مدعومة بحزم تحفيز الحكومات والبنوك المركزية حول العالم، والإعلان عن خطط أخرى مع دخول العالم في موجة أخرى من انتشار الوباء.

وفي فترات التغيرات الاقتصادية، يقوم المتداولون بتحويل فئات أصولهم، ذلك بالموازاة مع ما يشهده العالم من تحول الأصول كالأسهم إلى المعادن النفيسة. وذلك لأنّ المستثمرين يعرفون أنّ الذهب والمعادن النفيسة تحتفظ بأسعارها في أوقات المحن الاقتصادية.

وقد ثبت ذلك على مدى آلاف السنين ما يجعل تداول الذهب الملاذ الآمن ومازال كذلك على مر العقود، مما يجعل المتداولين  يلجئون إليه بالرغم من عدم تحقيقه فوائد مالية بارزة، باعتبار هامش الخسارة أكثر انخفاضاً من معظم الأصول الأخرى،

على عكس الاستثمار بالدولار الأمريكي لكن الأمر ليس بهذا الوضوح عملياً؛ إذ إنّ الأزمات الاستثنائية التي تمر على دول العالم بسبب كورونا، والتي أدت إلى إغلاق المصانع والشركات والتزام الناس بيوتهم خوفاً من العدوى، فرضت سلوكيات استثنائية أيضاً في أسعار تداول الذهب.

إذ يقوم عدد كبير من الناس والمستثمرين وكذا الدول ببيع الذهب للحصول على سيولة كافية لتأمين الحاجيات، أو توفير سلة نقدية تمنحهم الأمان المالي، فيما تطمح معظم الدول إلى الزيادة من أرصدتها النقدية لمواجهة الجائحة.


تذبذب أسعار تداول الذهب مع انتشار فيروس كورونا

عرفت أسعار تداول الذهب تذبذبا منذ انتشار فيروس كورونا في الصين، ومن ثم في عدد كبير من دول العالم. لم يكن المسار تصاعدياً دائماً بالتزامن مع ارتفاع عدد الإصابات؛ إذ يظهر موقع “سي إن بي سي”، أنّ سعر الذهب سجل 1518  دولاراً ، في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، وهو موعد تفشي كورونا في الصين وإعلام الأخيرة منظمة الصحة العالمية بوجود فيروس شديد الانتشار، وهذا المبيان يوضح ذلك.

وبدأ مسار الارتفاع مع ازدياد القلق من الفيروس. في السابع من يناير مع تزايد المخاوف بشأن فيروس كورونا،

ما جعل سعر الذهب  يقفز إلى 1575 دولاراً. وفي 24 فبراير، سجل الذهب أعلى مستوى له في السبع أعوام، وهو 1660 دولاراً

تقلبات أسعار تداول الذهب مقارنة مع باقي المعادن النفيسة

عرفت الأشهر القليلة الماضية تهافت عدد كبير من المهتمين بتداول الذهب لكون هذا الأخير ملاذا آمنا لهم ولأموالهم، كما أظهر استطلاع رأي، أن نظرة البنوك المركزية ما تزال إيجابية بشأن شراء الذهب في ظل مخاطر ازمة كورونا، الشيء الذي أكد معه 20 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع بأنهم سيضيفون مزيداً من الذهب إلى احتياطاتهم هذا العام.

ووفقا للاستطلاع الذي أجراه مجلس الذهب العالمي، فإن عدد البنوك التي تخطط لإضافة الذهب ارتفعت عن الاستطلاع السابق الذي أجراه سنة 2019،

وفي ظل كل تلك التحولات الكبيرة على توجهات الاستثمار بالذهب وكذا تأثير الجائحة على التوقعات المالية والاقتصادية العالمية أفاد مجلس الذهب بان جائحة كورونا قد تعيد تشكيل التفكير نحو إدارة المخاطر والحاجة إلى تنويع المحافظ، ما يؤدي إلى هذه العوامل التي تجعل من تداول الذهب يكتسب أهمية كبيرة.


  • اقرأ أيضا:

إستراتيجية تداول الذهب أهم الخطوات والتحليلات لاختيار إستراتيجية صحيحة

ما حكم التداول بالذهب حلال أم حرام

طرق التداول في الذهب والعوامل المساهمة في نجاحه


وحسب استطلاع آخر الذي اجرى على أزيد من خمسين مصرفاً مركزياً حول العالم، فإن 88 بالمئة اختاروا أسعار الفائدة السالبة لتقوية الاستراتيجيات الاستثمارية، ومن المتوقع أن يعزز هذا الرأي في فترة ما بعد انتهاء الوباء.

وفي الوقت الراهن ، على المتداول في الذهب الأخذ بالاحتياطات وعوامل تجنب المخاطرة أكثر بكثير من المخاطرة، وهو ما يفسر سبب استمرار ارتفاع أسعار تداول الذهب مقارنة ببداية العام، حيث يشعر المستثمرين بالقلق من النمو العالمي الذي انخفض قليلاً تحت ضغط النزاعات التجارية، و أزمة فيروس كورونا، والركود العالمي واستمرار تأثر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل خاص بالتداعيات الاقتصادية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ،

 كما يرتقب بشدة أن تكون هذه السنوات هى الفترة الذهبية لأسعار الذهب، فقد ارتفع المعدن الأصفر مؤخراً إلى أعلى مستوى له منذ ثمانية أعوام، وذلك نتيجة انتشار فيروس كورونا مما أدى إلى اضطراب الاقتصاد العالمي، ويعتبر تعلم تداول الذهب هو الملاذ الآمن حيث تلجأ إليه أموال المستثمرين في أوقات المحن الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *